وقال الشيطان للحكيم :
فى هذه المرة لن تفلت منى .

فقال الحكيم :
ولكنى لست فى روما .

فضحك الشيطان ضحكة قوية وقال :
انت فى روما .. ان اسم هذا الفندق هو (روما)

وللمرة الاولى شعر الحكيم بالفزع يستولى عليه .. ومع ذلك فانه لم يفقد رباطة جأشه وثبات قلبه .. وقال للشيطان :
انك لن تستطيع ان تستولى على قبل ان تنفذ لى مطالبى الثلاثة كما اتفقنا من قبل .

فقال الشيطان :
اطلب ماتشاء

قال الحكيم :
عليك ان تشيد لى فى الحال قصرا من البندق لايقل ارتفاعه عن اعلى جبل .. وعندما يتم ذلك عد الى ..

وانطلق الشيطان من المدفأة .. وعاد قبل ان ينتهى الحكيم من شرب قدح من الحساء .. وقال له :
اتريد مشاهدة القصر ؟؟

فأجاب الحكيم :
نعم .. لكنى لن اركب على ظهرك .. اترى هذا الجواد المرسوم على الحائط ؟؟ انى اود ان امتطيه .. وهذا ثانى مطلب لى ..

فقال الشيطان :
هاك الجواد فى انتظارك

وامتطى الحكيم ظهر الجواد واخذ وراءه الشيطان وانطلقا من النافذة المفتوحة امامهما .. وبعد لحظات عادا .. وعاد الجواد الى اصله بالحائط .. وحاول الحكيم ان يكتسب وقتا كبيرا .. لعله يحصل على حيلة تخلصه من براثن الشيطان ..

واخيرا قال :
اليك المطلب الثالث
اسرع واغمس جسدك فى الماء المقدس .

واختفى الشيطان .. ومالبث ان عاد وهو يرتعد مما اصابه من بلل .. وهنا ادرك الحكيم ان الشيطان قد انتصر عليه ..

التفت الحكيم نحو غرفة مجاورة فوجد مهدا يرقد عليه طفل حديث الولادة .. فجرى نحوه وحمله .. ولم يستطع الشيطان ان يقترب من الحكيم .. فقد كان الطفل طاهرا ..

وهنا خطرت للشيطان فكرة .. فقال للحكيم وهو يتوسل اليه :
ايها الحكيم !! اين وعدك ؟؟ وانت الرجل الفاضل ؟؟

فصاح الحكيم :
وعد الرجل الفاضل دين عليه .. لقد ربحت يا شيطان ..

واعاد الطفل الى مهده .. وحمله الشيطان على كتفيه .. وانطلق به فى الفضاء .. وارتفع به فى عنان السماء .. وجعل الحكيم يتأمل فى الارض وهى تبتعد عنه شيئا فشيئا .. وحاول ان يتذكر ماتعلمه فى صباه من صلوات .. غير ان ذاكرته كانت خالية منها ..

وقال فى حسرة وهو يتطلع الى الارض :
آه ! لقد تركت كل ما احببته .

وظل الشيطان يرتفع به الى ان اصبحا وحيدين بين السماء والارض ..

وفكر الحكيم فى صباه .. وتذكر اصدقائه عندما كانوا يرتلون الاناشيد الدينية ويمجدون الله ..

ومر على لسانه مطلع احد الاناشيد :
اله السموات الرحيم ..

وفجأة اكتنفت الانشودة روحه .. ولم يعد يفكر لا فى الشيطان ولا فى الدنيا .. وحملته الانشودة الى زمن الطفولة .. حيث الطهارة والبراءة والايمان .

وما كاد يتمتم بمطلع الانشودة حتى ابطأ الشيطان فى طيرانه .. ثم توقف تماما .. وولى الادبار غاضبا لكن بعد ان صب جام لعنته على الحكيم :

فلتظل معلقا هنا الى يوم الحساب

وهكذا ظل الحكيم معلقا بين السماء والارض دون ان يكف عن انشاد الاناشيد الدينية ..

ان كل الناس فى ايرلندا يعرفون قصة ذلك الحكيم .. وهناك من يؤكد انه يسمع فى بعض الاحيان عندما يكون السكون مخيما على الارض نغما جميلا آتيا من السماء

ولكن .. هل عاش الحكيم حقا ؟؟
وهل هو معلق الان بين الارض والسماء ؟؟
من يستطيع ان يجزم لنا بذلك ؟؟




Leave a Reply.

    site stats

    Ahmed Muhammed

    Now, seeing that I'm just about the only person I know who likes YOU

    Archives

    May 2009
    April 2009

    Categories

    All
    Banady Posts
    Banady Talks
    Ireland
    Ireland Blog
    Ireland Blogs

    RSS Feed