كنت اتحدث مع احد الاصدقاء البناديين (البناديرز كما احب ان اسميهم ) عن الوقت والشباب ومشاكلهم ..الخ .. تلك الاحاديث التى لا يجد الناس سواها للتحدث هذه الايام ..
اخبرنى الصديق السودوى نوعا عن الاحباط الذى يحدق بالشباب .. وان شبابهم بلا قيمة .. فتعجبت من خروج تلك الكلمات على لسان شاب .. انها اجدر بالخروج من فم العجائز الذين يشعرونك دائما ان شبابك بلا قيمة .. على اعتبار انهم افنوا شبابهم فى تسلق جبال الانديز والمرح مع الحسناوات فى باريس وقيادة سيارات الفيرارى فى ساحات انديانا بولس ومونت كارلو .. اى هراء هذا ؟؟
لديك كشاب ميزة مهمة جدا وهى الوقت .. وهى ميزة يتحسر عليها العجائز الذين يعدون الايام الباقية من عمرهم ويتحدثون عن الموت كأنه ديزنى لاند .. قد تكون محبطا يائسا فقيرا لكنك تمتلك الغد .. وتتعاطى مخدرا حلالا يسمى (الطموح) .. لديك الغد لتصير حاكم فنزويلا او مخترع جهاز التأين الرقمى او كاتب لكتاب (مذكرات شيطان) او حتى سفيرا للارض فى كوكب زحل .. فما الذى يمنعك ؟؟ هذا الكوكب يعج بالعظماء فلم لاتكون واحدا منهم ؟؟
اسمعك تتحدث عن حذائك الذى تآكل من فرط الدوران للبحث عن وظيفة .. وما الجديد ؟؟ الجميع يفشل فى البداية .. الهواة بنوا سفينة نوح والمحترفون بنوا التيتانيك .. كما انك تستطيع ان تعزى فشلك دائما الى حماقة الاخرين .. وما المانع فى ان يكون مديرك الذى رفضك احمق ؟؟ كل المسئولين عن صناعة القرار فى حياتك حمقى على حد علمى .. وقد يوضع حذائك المهترىء فى متحف التاريخ الطبيعى فى لندن .. دليل على غباء الجنس البشرى فى التعامل مع عبقرى مثلك .. وسيندب وقتها كل من رفضك حظه قائلا (كيف رفضت هذا العبقرى يوما ؟؟) ..
تذكرون فريق البيتلز فى الستينات ؟؟ ذهبوا ليعرضوا انفسهم على اول منتج فلم يرفع الاخير قدميه من على المكتب وطردهم .. وبعد عامين لم يعد للعالم كله حديث سوى عن البيتلز واغانيهم .. تذكرون ستيف جوبس ؟؟ المدير التنفيذى لشركة ابل للكمبيوتر العملاقة .. كان شابا ويحتاج للتمويل .. فذهب لمدير شركة بيبسى وقتها و قال له (هل تريد ان تقضى عمرك كله تبيع المياه المسكرة ام تريد تغيير العالم ؟؟) بالطبع اختار ان يبيع الكولا للابد .. فاعتمد ستيف على مجهوداته الذاتية واحد الاصدقاء وافتتحوا مقرا مهيبا عظيما للشركة .. جراج منزل ستيف .. وصنعوا كمبيوتر عتيق يشبه الصندوق الخشبى سموه (ابل وان) .. واخذت الشركة تكبر الى ان صارت ما عليه الان .. وصارت منتجاتها الاعلى فى التقنية والثمن .. هذه النماذج لاشخاص يمتلكون الاصرار ويتعاطون حقن الطموح لا حقن الماكستون .. ان هذه القصص تملأ المجلات تحت عناوين سخيفة كـ(قصة نجاح) او (اسطورة فلان).. الخ .. فما الذى يمنعك من ان تنجح وتكتب عنك المجلات عنوانا سخيفا ؟؟
من المؤكد انك سمعت هذا الكلام مايعادل الف مرة سابقا .. وسيكون انطباعك هو التفاؤل المشوب بلمسة امل وبعض تعليقات الشكر لشخصى الرائع ثم تنسى الموضوع برمته .. حسنا .. سأريحك من الثرثرة والكلام العائم .. يجب ان تبدأ بالخطوة الايجابية .. انت تقرأ هذا الكلام الفارغ لكاتبه (اللى هو انا) المدعى للثقافة .. وامامك كوب فارغ من الشاى .. اذن فلتقم وتغسله .. أرأيت ؟؟ هذه خطوة ايجابية للامام احسدك عليها .. يمكنك البدء بغسل الكوب ثم تطور من ادائك فتنظف غرفتك الاشبه بالمقبرة من فرط القذارة والاهمال .. وهكذا .. قد تبدو تلك الانشطة تافهة لكنها ايجابية .. فى الواقع لا تستطيع ان تصف اى تحرك ايجابى بأنه تافه .. هناك خطوة يجب ان تتخذها دائما فلم لا تكون للامام ؟؟
يمكنك تسلق سلم صعودا للشمس ..
او كتابة شىء لم يقرؤه احد ..
او فعل شىء لم يفعله احد قبلك ..
من اغنية Talk ل Coldplay